Al phantom....
في إحدى القصور الكبيرة ... والذي كان يملكه رجل روسي يدعئ ليموند و زوجته اليابانيه الجميله اوكينا... كان ليموند رجل رائع و ذو نفوذ و لديه معرفة بكل رجال الأعمال و السياسيين المهمين بالبلاد... كانت نفوذه قويه و متمكن و الكثير يحبونه لأنه طيب القلب .. ومثل ما لديه مؤيدين له فلديه ايضا معارضين و كارهين... يتمنون موته بشده.. لأنه رجل ذكي و داهيه و سريع البديهه و يصعب استغفاله أو اللعب عليه... كان لديه حارس ضخم و قوي يحمل دائما سيف على خصره.. فهو أفضل سياف و أصله يوناني... اسمه ارنولد...حارس ذو بنيه قويه و شعر اسود طويل.. وجهه مليئ بالندوب المرعبه و الذي تجعل اقوئ الرجال يرتعش من شكلها المخيف.. كان أكثر رجل يثق به ليموند و يعهده بأسراره... كانت زوجته اوكينا حامل بطفلها الأول و تنتظر هي و زوجها خروجه بلهفة... مرت على حملها ثمانيه أشهر...
كان الحارس الشخصي ارنولد ينظر للزوجين السعيدين و هما ينتظران مولودهما على أحر من الجمر و كان يشعر بالسعادة لاجلهما.. لكن تلك السعاده لم تدم طويلا.. لقد قررو الحاقدين على ليموند أن ينهوا أمره لان وجوده يشكل خطر عليهم و على مصلحتهم...
في إحدى الأيام و في منتصف الليل تسللوا رجال ملثمين لحديقة القصر... لم يكن بها حراس لان ليموند لا يحب وجود الحراس و يحب أن يعيش حياة طبيعية... كان فقط بقربه حارسه الشخصي ارنولد
بدؤوا برش البنزين حول القصر و إشعال النار... لم يلبث أن انتشر في جميع أنحاء القصر
استيقظ ليموند مفزوع على صراخ زوجته اوكينا : مالذي يجري حبيبتي!!؟ لما تصرخين!؟
نظرت له وهي تمسك بطنها المنتفخ و عيناها تدمعان: ليموند المنزل يحترق... ياالهي منزلنا يحترق
توسعت عيناه و نظر للخارج و رأى كيف النار تشتعل في كل مكان... امسك اوكينا التي كانت خائفه و تمسك بطنها تحمي طفلها: هيا بنا لنخرج من هنا عزيزتي... لا تقلقي لن يصيبنا شي
كانت تشهق وتبكي و هي تتمسك به : أرجوك لا اريد ان أفقد طفلي ليموند... انقذه أرجوك هو كل ما أملكه بهذه الحياة.. لا اريد خسارته
حملها بين ذراعيه و هي دخلت بحضنه لتلف ذراعيها حوله: أقسم لك أنني لن ادع شي يصيبك أو يصيب طفلنا.. حتى لو فقدت حياتي ثمناً لهذا
اتجه للباب و الذي ما أن أراد تحطيمه بقدمه.. حتى ركله شخص ما و وقع على الارض.. نظر ليموند للشخص والذي لم يكن سوا ارنولد الذي قال بسرعه : سيدي... سيدتي هل انتما بخير!!! .. هل اصابكما مكروه!؟
ابتسم ليموند : لا ابدا... نحن بخير.. شكرا لك لقدومك لنا ارنولد...
قال بصوته الغليظ: هذا واجبي... ساحميكما بروحي.. هيا الآن لنخرج من هنا قبل أن ينهار المنزل فوقنا...
هز ليموند برأسه و خرج راكضا مع ارنولد الذي كان بالمقدمة و يتفقد الطريق امامهما...
كان كل شي يحترق و السقف بدأ بالانهيار و هذا جعل مهمه الخروج صعبه عليهم... و بذلك الوقت كان الرجال الملثمين بالخارج يحملون مسدسات بأيديهم ...ينتظرون خروجهم لكي يقتلوهم...
و هم يراقبون مدخل الباب.. شعرو بشي يمر بسرعه كبيره ليبدأ بتقطيهم لقطع بسيفه الحاد... كان ارنولد الذي مهد الطريق لاوكينا و ليموند لكي يخرجان و قتل الرجال الذين في الخارج.. .. خرج ليموند وهو يحمل زوجته التي أخذت تسعل بشده بسبب تنشقها للدخان...
قال ليموند بقلق وهو ينزلها: هل انتي بخير حبيبتي!!!
كانت تسعل و بعد ان توقفت نظرت له بابتسامه: انا بخير حبيبي... و ايضا (مسدت على بطنها بحنان) ابننا كذلك بخير
ابتسم بحنان ايضا و ضمها إليه ليتحسس بطنها: اجل ابننا قوي مثل والديه هههه...يقاتل من أجل الخروج و مقابلتنا
ضحكا معاً و كان ارنولد يبتسم و لم يلحظ الشخص الذي نهض وهو يجاهد جروحه ليرفع مسدسه ناحية اوكينا التي تعطيه ظهرها و تتحدث مع زوجها ..... و دوئ بعدها صوت اطلاق نار في الارجاء .... توسعت عيناي ارنولد وهو يرا ليموند الذي ابعد زوجته لتأتي الطلقه بصدره و يقع أرضا وهو يمسك بصدره و الدماء بدأت تخرج بغزارة... صرخت اوكينا و نزلت له و هي تضع ذراعها خلف رأسه و تمسك يده وتقول بهستيريا: ليموند حبيبي أرجوك لا.. لا تمت و تتركني.. أرجوك لا تذهب... لا حبيبي لا ترحل..
كانت دموعها الغزيرة تتدفق على وجهه... كان الدم يخرج من فمه و هو يشهق... مد يده و وضعها على خدها و قال بصعوبة: ا و ك ينا... طفلنا امانه بعنقك... اهتمي جيدا به.... اجعليه يرا النور
اخذت تبكي بقوه و تصرخ بألم بعد ان سمعت كلامه لها... علمت بأنه حان وقته وهو يودعها
نظر حوله بعينان زائغتين وقال بوهن: ارنولد!!!.. اين انت!؟
كان ارنولد قد قتل الرجل الذي اطلق النار.. و قطعه بشناعه و دماءه صارت تغطي و جهه.. اقترب منه و عيناه مختفيتان خلف شعره و هو يشعر بالمسؤولية لما حدث له
جثئ على ركبتيه امامه : هل ناديتني سيدي!!!
مد يده له ليمسكهما بيده و قال بكلمات متقطعه: اريد ان أأتمنك على زوجتي و ابني... انت الوحيد الذي اثق به و استطيع ان اموت وانا مرتاح أنهما بيد امينه
ضغط ارنولد على شفتيه بقوه: اوعاهدك بدمي يا سيدي ان احمي السيده و طفلها بروحي... أقسم لك بهذا
هز ليموند رأسه وهو يضحك بصوت بالكاد يخرج : ذكرتني بأول يوم اتيت فيه و أقسمت لي بنفس الطريقه.. حقا ايام جميله و اشتـ....
انطفئ بريق عيناه و سكن جسده و ثقل بحضن زوجته التي صارت تهزه بقوه و تصرخ و تنادي بأسمه... لكن لا امل لقد مات و غرق بدماءه الحاره... ضمته اوكينا لحضنها و هي تبكي بألم لقد رحل زوجها و حبيبها للابد...كانت خسارتها كبيره و مؤلمه... وقف ارنولد بصمت و استدار لتنزل دموعه بهدوء .. كانت المره الاولى التي يبكي بها ارنولد لفقد احدهم... لأنه خسر أكثر شخص يحبه و الذي كان لطيف معه بكل شي... مسح دموعه ليستدير مرة أخرى للسيدة التي كانت حزينه و هي تضم رأس ليموند لحضنها... قال بصوت هادئ عميق: سيدتي علينا أن نذهب من هنا هيا... سوف يأتون قريبا علينا أن نسرع بمغادرة المكان!!!
قالت بصوت مكتوم من البكاء و الصراخ: لن أذهب و اترك زوجي هنا ابدا
جلس مقابل لها على ركبة واحده: لن نتركه.. سناخذه معنا... هيا بنا
حمل جثة ليموند فوق كتفه و بيده الاخرى امسك يد السيده التي كانت مثل الجثه بلا روح تسير معه بطاعه... خرج من المكان و ذهب بها إلى قرية تبعد مسافه عن المدينة التي هم فيها و الذي استقبلهم اهلها برحابه صدر ..... دفنوا جسد ليموند بقمة جرف قرب القريه... و وضعوا فيه صخرة كتب عليها "هنا يرقد جسد ليموند شاتروفا "
ظلت اوكينا تزور قبره كل يوم لتتحدث معه و تخبره بكل ما يحدث معها بهذا اليوم من أحداث.. تظل تتحدث و تضحك و كأنه معها ليرد عليها... اخبرته أن الطفل أصبح يشاغب كثيراً و انه يود الخروج بسرعه ... كانت تشعر بالحزن انه لن يتمكن من مقابلة والده و لن يتعرف عليه ابدا ....
اما الحارس ارنولد كان يساعد أهل القريه في أعمالهم لأنهم كانوا لطفاء معه ومع السيده فأراد أن يعبر عن امتنانه بمساعدتهم...
بعد مرور شهر على تلك الأحداث... جاء اليوم الموعود و هو ولادة اوكينا... جاءتها الولاده في منتصف الليل.. كانت تصرخ بألم وهي تنادي ارنولد الذي هب فزعا... طلبت منه أن يأتي بالطبيب... وفعلا ركض بسرعه يعدو لبيت الطبيب النائم.. طرق الباب بقوه افزعت الطبيب الذي سقط من فوق سريره ليركض للباب
و ما أن فتحه وهو يرتدي نظارته حتى قال له ارنولد بسرعه : أرجوك ايها الطبيب بسرعه... السيده انها تلد...
توسعت عيناي الطبيب: ماذااااا!!! ... ااه ياالهي حسنا انا قادم... دعني اتي بالحقيبه فقط
اجابه بقلة صبر: اسرع أرجوك.. لا وقت لدينا
قال الطبيب وهو يدخل للداخل: حسنا حسنا
بعد ان جلب الطبيب الحقيبه... خرج راكضا مع ارنولد بسرعه للمنزل... دخل الطبيب للغرفة حيث اوكينا تعاني من آلام الولاده و العرق يتصبب منها... طلب الطبيب من ارنولد أن يجهز ماء ساخن و ينتظر بالخارج... و فعلا فعل ما أمره الطبيب... و ظل بعدها يدور في الممر بتوتر و قلق وهو ينظر للساعه.. لقد مرت ساعتين و لم يسمع شي... ظل يدعوا الله أن يمر الامر على خير... مرت عدت دقائق ليسمع بعدها صوت بكاء طفل ملئ البيت الهادئ... ابتسم بسعاده و شعر بالفرح و كأن الهموم انزاحت عن كاهله... فتح الطبيب الباب و كان وجهه خالي من التعابير....حل صمت مزعج بينهما لثوان و كأنها دهر بسبب ثقلها
تنهد الطبيب بأسى و قال لارنولد: السيده تطلبك الان!! .. ادخل لها
شعر ببرودة تسري بجسده وقال بحذر: ماذا يحدث ايها الطبيب.. هل حصل شي للسيدة أو الطفل!!!!
هز الطبيب رأسه و لم ينطق ببنت شفه و أشار له بالدخول... دخل ارنولد الغرفه حيث كانت الاناره بها خافته... كانت اوكينا متمدده عالسرير و بحضنها طفلتها الصغيره التي كانت تنظر لوالدتها بعينان صغيرتان جميلتان... بمجرد ان سمعت صوت خطوات أقدامه فتحت اوكينا عيناها بتعب و ابتسمت بارهاق لتقول بصوت مخنوق: اقترب ارنولد!
كان يشعر و كأن سيف غرس في صدره وهو يرا حال السيده... اقترب منها بهدوء وقال: هل هناك ما أستطيع مساعدتك به سيدتي!!...انا طوع امرك..
ابتسمت له و نظرت لطفلتها التي تإن بصوت جميل: اجل.. اريدك بأن تعتني بابنتي لأجلي... انا انتهى دوري في هذه الحياة!!... و حان وقت اللحاق بزوجي.. لا يجب أن ينتظرني أكثر.!!
توسعت عيناه وقال بصدمه: ماذا!! مالذي تقولينه سيدتي.. انتي ستعيشين و سترين طفلتك تكبر أمام عيناكي
حركت رأسها بالرفض و أكملت بضعف و عيناها تحتهما سواد : لن استطيع ان أراها تكبر... انا قُِدر لي أن أموت يوم ولادتها.. لكن قبل أن أرحل سوف ااتمنك عليها.. احمها فأنت الوحيد الذي بقي لها بهذا العالم.. لا اريد ان تكون وحيده تصارع الألم و اليتم و فقدان والداها... علمها كل شي و أخبرها انني احبها اكثر من روحي و... والدها كان دائما رجل عظيم و رائع...قل لها ماما اسفه على تركك هكذا... كانت مضطره للذهاب بعيداً مع والدك...
انزل رأسه بأسى: لن اقدر ان اعوضها عن وجودكما و حنانكما....هذا صعب علي سيدتي!!
قالت بألم: بلئ تقدر.. ارنولد انت اروع رجل قابلناه... لم تتخلى عنا في أصعب الظروف.. لهذا كن أنت عائلتها.. انا أرجوك
رفع رأسه و نظر للطفله التي تلعب ولا تعلم بكل ما يحدث... ليقول بحزم : اعدك أن أفعل ذلك... سأكون عائلتها و ساعلمها كيف تكون قويه لتعيش بهذا العالم القاسي
ابتسمت اوكينا بامتنان: إذا قبل أن أذهب سوف اطلق عليها اسم لطالما أحببته ... كهدية اخيره (تنفست بقوه).. سوف يكون اسمها كلاريس... والتي تعني المضاءه و المشرقه... ستكون مثل اسمها دائما مشرقه و مبتسمه(مسحت على خد طفلتها بحنان و عيناها أغرقت بالدموع) كوني كإسمك اتفقنا بنيتي... اجعلي ماما فخورة بك دائما
ضحكت الطفله لوالدتها التي اغمضت عيناها و سلمت روحها لبارئها و لتسيل الدموع على خدها... ماتت و بحضنها طفلتها تلعب و تإن بطفوليه... اغمض ارنولد عيناه بحزن و جلس على الارض ليغطي شعره ملامح وجهه.. كان منكسر و متحطم و منهار....!!!... ظل هكذا طوال الليل
في اليوم التالي تم دفن السيده اوكينا بجانب قبر زوجها ليموند .. وقف ارنولد الحارس المخلص أمام قبرهما وهو يحمل طفلتهما ... كان ردائه الاسود الطويل يرفرف من خلفه بفعل الهواء... رفع رأسه للقبران و قال بعزم و وولاء : سيدي... سيدتي... فالترقدا بسلام.. أعدكما أن أهتم بابنتكما و ارعاها حتى يأتي اجلي... سوف أعلمها كل شي ساجعلها مقاتله قويه لا تهاب شي و تستطيع العيش بهذا العالم الظالم... سوف أخبرها دائما عنكما و كيف انكما كنتما تتحرقان شوقاً لرؤيتها... لن اقصر ابدا في إتمام مهمتي و سوف لن اخيب ظنكما ابدا..
ابتسم للطفله التي تلعب في مهدها.... وهي تجهل حقيقه انه لم يعد لديها والدان و ستعاني لفقدان هذه النعمه الجميله. ... عاد بنظره مرة أخرى للقبر ليخيل له رؤية طيف السيد و السيده يبتسمان بلطف لهما... ابتسم ارنولد بهدوء و استدار و سار ذاهبا... ذهب بعد ان اقسم للسيدان برعاية ابنتهما
" مرت السنوات والايام....و بعد مرور ثمانيه عشر عاما"
طرق ارنولد باب الغرفه .. كانت تتحرك في الغرفه بفوضويه.. قال بصبر: سيدتي كلاريس هل انتي جاهزه!!؟
اجابته وهي ترتدي حذاءها و شعرها الكستنائي الطويل ينسدل على ظهرها بنعومه: اجل اجل انتظر قليلا... ااخخ تبا.. نعم انتهيت.. تفضل بالدخول
فتح الباب و دخل ليراها تقف امامه وهي تبتسم بلطف و عيناها الزرقاء الواسعه تتأمله بترقب: إذا!!! ... ما رأيك!!؟
ضحك بهدوء و قال بعد ان توقف: حسنا هناك تطور... هيا الآن لقد تأخرتي عن المدرسه..
زمت شفتاها بغضب طفولي : كم انت بخيل عندما يتعلق الأمر بالمدح .... حسنا لا يهم سأذهب الان للمدرسه
اخذت حقيبتها و ركضت تنزل الدرج... ابتسم ارنولد و تنهد بحزن ليلحق بها بهدوء... خرج معها ناحية المدرسه و كان يسمع لحديث كلاريس و بعض مواقفها المضحكة في المدرسه... عندما وصلا عند البوابه قام بتوديعها لتدخل هي و هو اكمل سيره إلى أن وصل إلى منزل العجوز رئيس القريه و رفيقه الوحيد منذ قدومه.... و من يستطيع أن يتحدث له بكل اريحيه.. جلس على الكرسي في الشرفه المطله عالشارع... قدم له العجوز الشاي و جلس مقابل له: اخبرني بما تفكر ارنولد!!! .. هناك شي ما يشغل بالك
اخذ ارنولد كأسه ليرتشف منه قليلاً... لينزله بعدها و يتنهد ليقول: افكر بأن أخبر كلاريس بكل شي... عن الأشخاص الذين قتلوا والداها... اولائك اللعناء يستمتعون بحياتهم و كأن لا شي حدث... تباا لهم..!!
نظر له العجوز و قال بجديه: هل حقا تفكر بذلك... إن اخبرتها و اختارت الانتقام ماذا ستفعل عندها!!
رفع نظره له و ظل يتأمله قليلا ليقول: اذا اختارت الانتقام انا معها إلى الموت... سأكون درعها الذي يحميها
ابتسم العجوز و شرب من كأسه: توقعت هذا... انت عنيد و متهور و أخشى أن تندم على ذلك
نظر ارنولد للشارع و سرح بتفكيره و تذكر كل لحظات حياته مع السيدان اللطيفان ليبتسم بعدها بهدوء: لن أندم ابدا....لن اندم!!
وقفت فوق سطح بناء عالي... وقفت قرب الحافه و هي تنظر لأسفل الشارع المليئ بالسيارات... كان الوقت مساء و الشارع مزدحم و الضجيج يعم المكان... اخذ شعرها يطير حولها بهدوء بسبب الهواء القوي ..و عيناها تنظران بفراغ كبير و كأنها بدون روح.. اغمضت عيناها لتتذكر ما حدث قبل ثلاثه أشهر...
توسعت عيناها بصدمه وهي تسمع لما يقوله ارنولد الذي كان يجلس امامها و أخبرها بالحقيقه... أخبرها بأن والدها قتل و من هم الأشخاص... و انهم فعلوا ذلك فقد بدافع الحقد و الكراهيه و ايضا لأجل مصالحهم الشخصية..
أنزلت رأسها لتقول بألم : هل هذه فعلا الحقيقه ارنولد!!!.. هل فعلاً مات أبي مقتولا!!!
هز رأسه و ضيق عيناه: للأسف سيدتي... هذه كل الحقيقه... رأيت أن من حقك أن تعرفي و تقرري ماذا ستفعلين عندها...
ضغطت بقوه على يدها: هل ستكون معي في اي شي اقرره!!! حتى لو أنني قررت أن انتقم منهم جميعاً و اقتلهم!!!؟
التمعت عيناه بجديه : اجل سأكون معك في اي قرار تتخذينه... حتى لو وقعت على ورقة موتي
قالت وهي ترفع رأسها بهدوء: اذا ً... انا اريد (احتدت عيناها بغضب مخيف) أن انتقم منهم جميعا... سوف انتقم لأنهم حرموني من والدي و قتلوه من دون سبب
اعتدل بجلسته و وضع سيفه المخيف امامه دليل عن الولاء و الطاعه: لك ذلك سيدتي... و هذا سيفي و صاحب السيف سيكونان رهن إشارتك دائما... و معك في أي خطوه تخطينها...
وقفت و عيناها كانت تدمع رغم نظراتها القويه: أريدك أن تدربني على القتال و كيفيه استخدام الاسلحه.. اريد ان اصبح ماهره كالقتله المستأجرين... سوف اصطادهم واحد تلو الآخر... سأكون الفانتوم "الشبح" الذي يظهر لهم ليأخذ أرواحهم... سوف أظهر لهم بكل مكان... سأجعل حياتهم رعبا و ليفكرون بالموت مليون مره قبل أن يأتيهم فعلاً
هز لها برأسه بانصياع ... و بالفعل منذ ذلك الوقت بدأ بتدريبها في كيفيه القتال بالاسلحه و السيف.. أصبحت ماهره و حركتها رشيقه و خفيفه.. كانت سريعه جدا و تصيب الهدف ببراعه و بدون خطأ... أصبحت فتاة مختلفه ...قويه واثقه... بل الأكثر" مخيفه"... كان الانتقام لوالدها اخذ كل تفكيرها فهي لن تجعل اولائك القتله ينعمون بالراحه بعد فعلتهم... و كما تقول دائما..
"ستحل عليهم لعنة الفانتوم"...!!
فتحت عيناها عالحاضر... نظرت خلفها والذي كان الحارس يقف خلفها بكل بهدوء و رزانه... قالت له : اذا هنا أحد اولائك الرجال!!؟
هز رأسه : اجل ...انه سايمون رئيس شركه لمواد البناء و الذي رفض السيد ليموند أن يشتري منه لسوء إنتاجه و هذا سبب له خسارة كبيره
عادت بنظرها للمكان ببرود و ملامحها مظلمه: هكذا اذا... حسناً سوف انهي أمره... انتظرني هنا لن اتأخر.. لن يستغرق الأمر إلا بضع ثوانٍ
اقتربت أكثر من حافة البناء... كانت ترتدي ملابس سوداء كامله مثل سائقي الدراجات... وضعت قناع يشبه الشبح لونه ابيض... لا يظهر من وجهها سوا عين واحده من جهة اليمين... حملت حقيبة سوداء على كتفها... تحركت لترمي نفسها من فوق ذلك البناء الشاهق... كانت تسقط للاسفل بسرعه و شعرها الطويل يطير بسبب ضغط الهواء... ظلت تسقط الى ان وصلت لارتفاع معين.. أخرجت مسدس ليطلق منه حبل مطاطي... أطلقته للبناء الذي امامها ليجذبها الحبل ناحيته.. وقفت برشاقه عالنافذه الزجاجية... حطمتها لتدخل منها و بعد ان دخلت وقفت قليلا تنظر في المكان لتتجه بعدها للداخل... كانت تسير بهدوء و تنظر حولها إلى أن وصلت لآخر غرفه بالرواق... فتحتها بهدوء لترا جسد شخص ما نائم عالسرير... دخلت لتقترب من السرير لتقف امامه مباشرة... رفعت مسدس مزود بكاتم صوت أمام وجهه ... قالت بصوت مرعب بسبب القناع المزود بجهاز تغيير الصوت و اخذت تضرب وجهه بالمسدس : هييه.. انت استيقظ.... انهض هيااا...!!
لم يتحرك و ظل نائم... غضبت و ضربت وجهه بقوه بالمسدس... فاستيقظ فزع و اخذ يشتم و هو يقول : ااه ماذا.. مالذي يحدث هنا... من الذي ضربني اللعنه..
توسعت عيناه وهو يرا هذا الشخص امامه و كأنه ملك الموت جاء إليه.. شكله و هيئته كانتا مرعبتين.. اكمل كلامه بتلعثم وعيناه زائغتين بقناعه: مـ من انت!!!... مالذي تفعله هنا و مالذي تريده مني... ااه ربااه هل انت الموت!!؟
ابتسمت من خلف القناع ببرود و قالت بصوت عميق مرعب كصوت الأشباح: اجل انا الفانتوم... الفانتوم الذي جاء ليحاسبكم على خطاياكم و حان الوقت لتدفعوا الثمن... انت و رفاقك!!!
قال برعب وهو ينظر لفوهه المسدس الذي وجهته لعينه: الفانتوم!!!!... ياالهي ارجوك انا لم افعل شيء... لما تريد قتلي انا و رفاقي... نحن لم نسيئ لك
هدرت بصوت مرعب: قلت انك لم تفعل شي!!! وماذا عن ليموند شاتروفا و زوجته اوكينا اكيهيتو!!!... الستم انتم من قتلهما و كل هذا لدافع الحقد و الكراهيه و لأنه رفض بضاعتك الرخيصة ايها اللعين الحقير!!
جفلت عيناه و قال بكلمات متقطعه: قلت ليموند شاتروفا!! ... هل هو انت ااه.. انا لم اكن اقصد ما حدث... لقد اعماني الطمع و الجشع لم اقصد ان اقتلك... أرجوك لا تقتلني.. أرجوك سامحني (نزلت دموعه) لا تنتقم مني سيد ليموند... كله بسبب روبنز هو من قال لنا أن نفعل ذلك... هو من حرضنا لقتلك صدقني
ضاقت عيناها وهي تسمع كلامه... كان المسدس يهتز بين اصابعها من الغيض.. أنزلت رأسها قليلا لترفعه مجدداً و اعتلتها نظرات مرعبه بارده و فارغه: إذاً قم بكتابة رسالة لرفاقك و بالأخص ذاك المدعوا روبنز... قل فيها أن ليموند شاتروفا جاء من الموت... جاء لزهق ارواحكم واحد تلو الآخر
ارتعش جسده وهو ممدد عالسرير: ارجووك انااا...
قاطعه بصوت مرعب و زمجرة رهيبه: قلت اكتبببب الرساااله حالااا
انتفض واقفا من سريره و الدموع تسيل بعيناه... اخذ هاتفه و كتب رساله للجميع... جميع من تورط معهم في قضيه قتل ليموند.... ارسل رساله مفادها "هذا انا سايمون... اسمعوا إلى ما سأقوله جيداً... الفانتوم ظهر و هو الان يسعى لنا جميعاً لينتقم منا... انه فانتوم ليموند شاتروفا الذي قتلناه بدون وجه حق...والان انا سأكون ضحيته الأولى... لن تنجوا منه أبداً "
ارسل الرساله و ألتفت له و قال بارتعاش: لقد فعلت ما طلبته مني!!!!
نظرت له و قالت: اشكرك على تسهيل الأمور علي... والان اتمنى رؤيتك في الجحيم
و بدون سابق انذار أو تردد رفعت المسدس...توسعت عيناي سايمون لتطلق رصاصه بين عينيه ليسقط على السرير و يصبح الغطاء الابيض مشبع بالدماء الغزيرة المفجعه... أعادت المسدس بخصرها و اخذت الهاتف من يده... رأت الارقام التي ارسل الرساله إليها لتحفظها عندها... كانت مرسله لثلاثة أشخاص و هم... روبنز....... كيفين...و مايكل
بعد ان انتهت رمت الهاتف بجانبه و خرجت من الغرفه و لكن قبل أن تخرج من الشقه.. أطلقت على جهاز الانذار ليطلق صفيره المزعج... ابتسمت ببرود و ركضت لتخرج من النافذه التي دخلت منها قبل قليل... أطلقت حبل لتعود للمكان الذي سقطت منه فوق البناء... لتهبط أمام الحارس الذي يعقد يديه و لم يتحرك من وضعيته ليقول بصوته العميق: أذا انتهى الأول!!!
وقفت باعتدال ليعود شعرها للخلف بحركة جميله و ابتسمت بفراغ : الأول كش ملك و بقي ثلاثه ...و لقد عرفت كل واحد منهم و من العقل المدبر ايضا
هز رأسه: فهمت... هذا جيد... سوف نبدأ بهم واحد بواحد حتى نصل للأخير
نظرت للاسفل.. للشارع حيث سيارات الشرطه وصلت للمكان: وهو كذلك ارنولد... هاه وصلت الشرطه... الآن سيعلن الخبر و سيبدأ الصيد....صيد البشر من قِبل الفانتوم
أعادت نظرها لارنولد الذي هز رأسه موافق بطاعه حتى بدون ان ينطق بشيء... ابتسمت له بلطف: لنعد للمنزل الان.... أحتاج للنوم و الراحه في منزلنا
ابتسم لها: اجل سيدتي... هيا بنا!!
ركضا و قفزا معا من فوق البناء و اختفوا في جنح الظلام....
اما الشرطه فقد دخلت للشقه حيث سايمون وجدوه مقتول برصاصه اخترقت عيناه و كان منظره بشع و مفزع.... دخل المحقق الأول الشاب والذي يدعئ ساتورو جوتارو... محقق ياباني الأصل إلى مسرح الجريمه ليقول بصدمه: ياالهي اي قلب يملكه هذا القاتل... تبا لديه قلب من حجر!!!
اتئ إليه أحد الضباط و هو يحمل كيس بلاستيكي وضع فيه أغراض سيمون الشخصيه و من ضمنها الهاتف... وقال لساتورو بعد ان القئ التحيه عليه: سيدي انظر... هناك شي أود منك أن تراه يا سيدي!!
نظر له بجدية: ماذا هناك... هل عثرتم على دليل!!!
قال برفض: لا سيدي... بل رساله غريبه!!... كتبها الضحية قبل موته و كانت مفتوحه في واجهة الهاتف!
رفع حاجبه باستنكار: قلت رساله!!! ... أرني هيا..
هز رأسه بخفه و اخرج الهاتف... مده لساتورو الذي قرأ الرساله بعد ان عدلت فيها كلاريس و جعلتها ظاهره بتعمد... كان مكتوب في الرساله "الفانتوم قد ظهر... ظهر ليزهق أرواح من كانوا السبب بموته يوما... استعدو للذهاب للجحيم... سيدأ الصيد بدأً من هذه اللحظه "
توسعت اعين ساتورو: الفانتوم!!! ... ماذا يعني هذا الكلام... هل يعقل أن المجرم يسمئ الفانتوم!!!
قال الشرطي باستغراب: مالذي يعنيه الفانتوم سيدي !!!
اجابه ساتورو وهو يعيد الهاتف في الكيس: الفانتوم يعني الشبح... انه باللغه اليابانيه
ارتعب الشرطي: الشبح!! ياالهي هذا مرعب... من الكلام اظن بأنه شبح شخص ميت!!... هل هو ينتقم!!
صرخ بوجهه: أحمق... هل تصدق بهذه الأمور الغبيه... لا يوجد مثل هذه التفاهات... هيا أذهب و اكمل عملك
وقف الشرطي باتزان وهو يلقي التحيه: حاضر سيدي.. سأذهب حالاً
استدار و ذهب لعمله... بينما ساتورو ظل واقف مكانه يفكر بمحتوى الرساله ومالذي يفترض أن يعنيه هذا... ولما كتب الضحيه هذا الكلام... و لمن كاد يرسله... اسأله كثيرة تدور برأسه لدرجه انه بعثر شعره الاسود الكثيف بانزعاج بسبب الافكار التي تزاحمت برأسه.... ظل فترة في مسرح الجريمه و بعدها قرر أن يخرج و يعود للقسم ليفكر على مهل... بعد ان وصل القسم خلع سترته و رمى جسده على كرسي المكتب بارهاق... طرق الباب ليؤذن له بالدخول... فتح الباب و دخل منه صديقه بالقسم وهو يحمل كأس من القهوه... وضعها امامه ليشكره و باشر بشرب القهوه بتلذذ... جلس امامه في الكرسي ليقول له: اذاً... لقد سمعت بأمر القضيه التي حصلت قبل قليل... هل حقا ما حدث ساتورو !!!!
وضع كأسه امامه ليتنهد وهو يضع يديه تحت ذقنه: اجل مع الاسف صديقي... لقد قتل برصاصه وسط عينيه... كان شي فضيعا... لا اعلم اي قلب يمكن أن يفعل شي كهذا
تنهد الرجل وقال بتفكير: ااممم هل وجدت شي ما يثير الريبه.... ربما عمليه سرقه!!!
هز ساتورو رأسه نافياً: لا ليست عمليه سرقه.. الشقه مرتبه و لا يوجد فيها حتى أثر للكسر... اما عن ما يثير الريبه جون فهو عثورنا على رساله غريبه كتبها الضحية قبل موته!!
رفع جون حاجبه باستغراب: رساله!!! ... ماهي؟؟
اخرج الكيس من جيب سترته... اخرج الهاتف منه و ارئ جون الرساله... قال جون بهمهمه: هممم هذا فعلا غريب... الفانتوم إذا!!...مالذي يفترض أن يعنيه هذا... هل هي رساله مشفرة ربما!!؟
هز ساتورو رأسه و عاد للجلوس خلف المكتب: لا جون ليست رسالة مشفرة... انها رساله تعني أمر آخر و اظن ان المجرم يلقب نفسه بالفانتوم.. و بينه و بين سايمون ربما ثأر أو ابتزاز من نوع ما!!
وضع جون يده تحت ذقنه بتفكير: هممم أجل اظن استنتاجك هو الوحيد الذي يبدو منطقي ساتورو
تنهد ساتورو: المشكلة هنا هل سيكون هو الضحية الوحيده للفانتوم ام هناك آخرين!!
رفع كتفيه بقلة حيله: لا احد يعلم بهذا الأمر... لكنني اتمنى الا تكون هناك المزيد من الضحايا... حسناً علي الذهاب الان فأنا متعب و احتاج للنوم
ابتسم له بهدوء: حسناً صديقي.. قد بحذر
رفع حاجبه باستنكار: وماذا عنك... لقد انتهى دوامك منذ فتره.. الن تعود للمنزل!!؟
ضحك بخفه: لا ابدا... سأبقئ قليلاً هنا لأجل القضيه... أحتاج للتفكير على مهل
تنهد جون و هز رأسه: لا امل منك.. ستبقى دائما كما اعرفك... ههههه حسناً حاول ألا ترهق نفسك فأنت ايضا تحتاج للنوم و الراحه
سار للباب... ليقول ساتورو وهو يحك شعره بخجل و يضحك: تبا لا تقل هذا... ههههه حسناً حسنا سوف افعل... أراك لاحقاً
أشار بيده من خلف رأسه مودعا... خرج و اقفل الباب خلفه ليتنهد بعدها ساتورو.. أعاد رأسه للخلف عالكرسي و ظل يتأمل السقف و هو يفكر بأمر هذا الفانتوم الذي ظهر من العدم ليبدأ سلسله القتل الذي يتوعد بها....
قال بهدوء وهو يضيق عيناه: ترا ماهي غايتك و مالسبب الذي يدفعك للقتل ايها الفانتوم... ااه لقد حيرتني حقا و بدأت تشغل كل تفكيري... سوف أوقفك مهما كلفني الثمن... سوف احل قضيتك هذه
رفع رأسه عن الكرسي و عاد للمكتب... اخذ يقرأ الأوراق التي امامه و يتفقد الأشياء التي عثر عليها بمسرح الجريمه... و أغراض الضحية ولكنه لم يعثر على أي شي.... رمئ رأسه عالمكتب بعد ان زفر بقوه... اغمض عيناه ليريح تفكيره و لكن ما لبث أن غط بنوم عميق على مكتبه من شده التعب و الإرهاق... كان تنفسه الهادئ يبعث عن الراحه...
في صباح اليوم التالي استيقظ بانزعاج من ضوء الشمس الذي تسلل من نافذه المكتب... تنهد ليرفع رأسه بكسل و تثائب وهو يمدد جسده... حك عيناه بارهاق و شعره الاسود مبعثر بفوضويه: ااخخ تبا لقد نمت بدون ان اشعر... و ظهري تحطم من نومي بتلك الوضعية.. اااخخ
دلك قليلاً كتفه بألم.. لينهض بعدها و يرتدي سترته.. فتح الباب و خرج من المكتب... سار في الشارع لسيارته المركونه في المواقف الخاصه بالقسم... لكنه توقف فجأه وقال: ااه لماذا لا أذهب للحديقه القريبة من هنا... اجل ساتناول بعض الطعام و اريح نفسي فيها... ولا داعي لأخذ السياره سأذهب على قدمي...
استدار و سار ذاهبا في اتجاه الحديقه و هو يضع يديه في جيب سترته... وصل للحديقه ليبتسم و يكمل سيره لداخل الحديقه و هو يقول: يا سلااام... هذه الحديقه حقآ الـ....
قاطع كلامه اصطدام شخص ما به جعله يفقد توازنه و كاد أن يقع... لكنه استطاع إمساك نفسه عن السقوط ليقول بغضب وهو يرفع رأسه للشخص: ما بالك يا رجل... إلا ترا أمامك!!!
توسعت عيناه بصدمه وهو يرا تلك الفتاة بشعرها الكستنائي الناعم و الطويل ... و وجهها الجميل ببشرتها البيضاء الصافيه... عيناها بلون البحر الأزرق الهادئ... نظرت إليه وقالت باعتذار: انا اسفه سيدي... لم ارك و كنت مستعجله جدا...ارجو المعذرة منك
تلعثم وقال بارتباك: ااه لا لا... لا داعي للاعتذار... انا الذي لم اكن منتبه جيداً هههه
ابتسمت له بلطف: شكراً لك... حقا... سيدي..
بادلها الابتسام وقال لها بخجل وهو يحك مؤخرة رأسه بارتباك: همم بالمناسبه اسمي هو ساتورو جوتارو...محقق في قسم الجرائم (مد يده مصافحا) تشرفت بمعرفتك انستي
ضيقت عيناها بعدم رضا عندما سمعت انه محقق بقسم الجرائم و لكنها بادلته المصافحة وقالت: تشرفت بك سيد ساتورو... انا اسمي كلاريس شاتر... فاليري... اسمي كلاريس فاليري... انت ياباني اليس كذلك!!
ضحك بخفه: اجل صحيح انا ياباني الأصل... ولقد اتيت هنا بعثة للعمل في قسم الجرائم فترة تدريب
هتفت بفرح: اووه هذا جميل... سعيده لأجلك.. نادر من يحصل على بعثة كهذه إلا من كان محقق بارع و ذكي
خجل من كلامها: اه شكراً... احرجني كلامك اللطيف حقاً
هزت رأسها وقالت بلطف: لا داعي للاحراج... قلت الحقيقه.. علي الذهاب الان أراك لاحقا سيدي و سعدت بمعرفتك
اجابها بإبتسامه: وانا بالمثل... اتمنى ان نلتقي مجدداً
استأذنت و سارت تكمل طريقها.. وهو اكمل طريقه للحديقه...
التقئ الفانتوم و المحقق و لا أحد يعلم من يكون الآخر... ترا ماهي نوع العلاقه التي ستجمعهم ام انها مجرد مصادفه ولا تعني شي....
سارت كلاريس في الشارع و تعلوا وجهها نظرات مظلمه و فارغه و هي تفكر في ضحيتها الاخرى... والذي قررت أن يكون مايكل صاحب أكبر شركه لصنع النبيذ في نيويورك.... مايكل الذي اكتشف ليموند شاتروفا انه يبيع النبيذ الرخيص بسعر زهيد و يحتال عالفقراء ليشتروه ... مما سبب له فضيحه كانت سبب افلاسه تلك الفترة... علمت كلاريس انه سيقيم احتفال اليوم بمناسبه نجاح بيع كمية كبيرة من النبيذ المحلي و تصدره المركز الأول في صنعه...
ابتسمت بخبث وعيناها تقدح شرراً: احتفال إذاً... هاه يالك من أحمق... تظن أن الموت لن يأتيك حتى وانت وسط الناس... سوف نرى حيال هذا.... فالتعلم أن الشبح يمكنه أن يتواجد في اي مكان و قتل من يريد دون أن يشاهده أحد...
ابتسمت بهدوء و أكملت سيرها للمكان الذي تقصده
أما في ذلك الوقت... كانت خطوات سريعه تسير في الممر... أقدامه السريعه تلتهم الارض لتقصير المسافه... اخذ يسير الى ان فتح الباب على مصراعيه ليهتف بقوة: هل حقا ما حدث!!!... هل قتل سايمون بالفعل!!!
ألتفت إليه الرجلان الذان يجلسان عالاريكه وسط القاعه لينطق احدهم بعد ان تنهد: اجل روبنز مع الاسف... هذا ما حدث.. يبدو أن الرساله لم تكن مزحه منه بالنهايه!!
زفر روبنز بحده.. ليدخل القاعه بعد ان اقفل الباب خلفه... جلس مقابل للجميع وهو يقول: مالذي يحدث بحق الجحيم... ومن هو الفانتوم الذي تكلم عنه... هل هو فانتوم شاتروفا حقآ!!!
نظر له بانزعاج و الذي لم يكن سوا كيفين : لا اعلم ....لم اعد افهم شيئا... ليموند شاتروفا مات منذ ثمانية عشر عاما... كيف ظهر و بعد هذه المده... بل و ايضا فانتوم.. هذا سخيف جدا
قال مايكل وهو يعقد يده تحت ذقنه: هل تظنون الامر مزحه!! ... أقصد ربما هناك شخص ما يحاول اخافتنا فقط
رفع كيفين حاجبه باستنكار: نحن الوحيدون نعلم بأمر القتل و جميعنا مشتركين... والوحيد الغايب هو سايمون و لقد قتل... لا يمكن أن يكون مزح الرجل أصيب برصاصه بين عينيه
قال مايكل بغيض: ومن الذي يمكن أن يفعل شي كهذا... مستحيل أن يكون شبح ليموند كما قال سايمون
هدر روبنز بصوت قوي: اخرسوا جميعا... دعوني افكر... الموضوع مستحيل أن يكون به شبح.. انه شخص ما يحاول الانتقام ربما لمقتل ليموند شاتروفا.... اولا أخبروني هل اخبرتم أحد ما عن الموضوع.. أقصد شخص اخر غير اربعتنا المتورطين
هز الرجلان رأسهما بالرفض ليكمل بعينين ضيقتين: نحن الان بصدد مواجه شخص يعلم بما فعلناه منذ ثمانية عشر عاماً... وهو يسعى لقتلنا و الانتقام... لكن السؤال من هو هذا الشخص!؟ .. وما علاقته بليموند شاتروفا.. هذا ما يجب أن نعلمه حتى نقضي عليه قبل أن يفعل هو
قال كيفين بعد ان سمع كلامه: اتظن انه الحارس!!! ... الم يكن مع ليموند حارس يثق به!؟؟
هز مايكل رأسه نافياً: لا يمكن الحارس اختفى منذ زمن طويل بعد موت ليموند... و إذا كان سينتقم كان سيفعلها أبكر من هذا.. ولن ينتظر ثمانيه عشر عاما
قال روبنز مؤيدا: اجل أوافق مايكل فيما يقول... لو كان الحارس لانتقم أبكر... ربما هناك شخص اخر له علاقه قريبه بليموند
اكمل روبنز بعد ان فكر قليلاً: الم تكن اوكينا زوجته حامل في ذلك الوقت... هل يعقل انه ابنه!!!
توسعت اعين مايكل و كيفين و عندما سمعوا كلامه... قال كيفين بصدمه: هل يعقل أن يكون هو حقا!! .. لكنني سمعت ان زوجته توفيت بعد وفاة ليموند بشهر بسبب الحزن من فقدان زوجها.. لا اظن طفلها قد نجا
هز روبنز رأسه: هذا ما أستطيع التفكير به... لا يوجد لشتروفا أقارب... وان وجد سيكون ابنه فقط!! ... حقا بدأت أعجز... من الذي يلعب بنا و كأننا قطعه شطرنج تباا
وقف مايكل وهو يعدل بذلته الرسميه: انا علي الذهاب الان... لدي احتفال اليوم بمناسبه نجاح بيع النبيذ و يجب أن أكون متواجد
رفع روبنز نظره له وقال بانزعاج: حسنا ولكن كن حذر... فلا نعلم من هو ضحيته التاليه
ضحك مايكل بغرور وقال وهو يتجه للباب: كيف سيقتلني أمام الناس... لابد أنه مجنون أن فعل هذا حقا.. لا تقلق لن يحدث شي أمام مرأى الجميع.... أراكم لاحقا يا ساده
خرج من الغرفه ليقول كيفين بغضب: مغرور و أحمق... انه لا يقدر الوضع الذي نحن فيه هوووف تباا
ظل روبنز صامت و لم ينطق بحرف .... كان يفكر بموضوع الفانتوم هذا الذي ظهر لهم مثل ملك الموت... و أصبح يحوم حولهم ليصطاد فريسته التالية و الذي لا احد يعلم من ستكون...
قال بنفسه: "لن ارضئ أن أموت بيد لعين يدعي انه شبح... سوف اقضي عليه مثل ما قضيت على ليموند شاتروفا و انهيت حياته... ليس وكأنني أعجز عن تكرار هذا "
كانت تفحص مسدسها المزود بكاتم الصوت... أخرجت المشط و بدلته بواحد آخر ممتلئ... رفعته و اخذت تصوب لتجربته...
انزلته المسدس لتقول ببرود : جيد انا جاهزه الان... حان وقت سقوط البيدق الثاني في لعبتي... وهو مايكل اندراوس.... صاحب النبيذ المحلي
وقفت وهي ترتدي فستان اسود بدون اكمام ضيق عليها و لديه فتحه من جانب الساق... تركت شعرها الحريري مسدول خلف ظهرها... ارتدت حذاء بكعب عالي... وضعت المسدس تحت فستانها من الجانب الآخر في حزام السلاح و جعلت الفستان يغطي عليه... وضعت احمر شفاه...
نظرت لنفسها لتلتمع عيناها بالدموع: ابي أقسم لك ان انتقم من الذين قتلوك و حرموني منك... لن يهنئ لي بال إذا لم ارسلهم جميعا للجحيم... اعدك بهذا..!
سمعت طرق عالباب لتجيب بهدوء... دخل ارنولد الغرفه و هو يحمل سلاحه الضخم خلف ظهره و الذي لم يكن سوا سيفه و بعض الاسلحه حول خصره...
كان يرتدي نظاره سوداء على عيناه ليقول بصوته العميق المهيب: هل انتي جاهزة سيدتي!!!
ابتسمت له وهي تستدير لمواجهته: اجل ارنولد انا جاهزة... اووه لما كل هذه الاسلحه معك!!!
قال بهدوء: لكي احميكي دائما.... سوف اغطي المنطقه منعاً لحدوث أي مفاجآت غير ساره.... فلا نعلم مالذي يمكن أن يحدث
إجابته بجديه بعد ان اختفت ابتسامتها: اجل معك حق.. علينا أن نكون مستعدين لأي مفاجآت بالطريق
هز رأسه لتأخذ هي معطفها و ترتديه لتقول بنظرات مظلمه: هيا بنا... حان وقت ظهور الفانتوم!!
خرجا من المنزل و ركبا السياره بقياده ارنولد لمكان الاحتفال... و كانا طوال الطريق صامتين يفكران بالليله و مالذي سيحدث...
في ذلك الوقت خرج ساتورو من الحمام و هو يجفف شعره المبلل و المنشفه حول خصره... سرح قليلاً يفكر في موضوع الفانتوم الذي صار شغله الشاغل هذه الفتره... و كان طول الوقت بمكتبه يحاول الوصول لشي ما ولكن دون جدوى.. انه فعلا على اسمه شبح... لم يترك اي دليل خلفه و ظل مجهول حتى شكله لم يعرفه... تنهد بانزعاج ليرمي المنشفه عالسرير و يرتدي ثيابه الرسميه... اخذ محفظته و مفتاح السياره و خرج من الشقه... ذهب مباشرة للقسم لاستكمال البحث و التحقيق في قضية الفانتوم...
عندما وصلت السياره لأرض الاحتفال... خرج منها كلاً من كلاريس و ارنولد و أخذا يتأملان القاعه الضخمه المكتضه بالزوار من النساء و الرجال و الذي يوضح انهم من طبقة غنيه جدا بسبب ملابسهم الفارهه...
ظلت كلاريس تنظر بفراغ قاتل لتقول: حتى أمام جميع هؤلاء الناس اللعناء... لن يصعب علي قتله...ليس و كأنه سينجو مني بهذه الطريقة!..
نظر لها ارنولد ليجيبها بصوته الغليظ: سيدتي كوني حذرة... الحراس يطوقون المكان... سوف اراقب من ذلك البناء المقابل في حال حدوث شي
نظرت له بهدوء: ولا مليون حارس يقدر أن يمنعني على ما وضعته برأسي... حسناً ارنولد سادخل الان للحفل... تمنى لي التوفيق
اخذ حقيبة الاسلحه على ظهره الضخم و عدل وضع سترته السوداء الطويلة: انا واثق من قدرتك و لست قلق من أي شي... لكن اتمنى لك التوفيق في مهمتك سيدتي
سار لموقعه بينما ظلت كلاريس تراقبه إلى أن اختفى عن مرأى نظرها... تنهدت و قالت بابتسامه جانبيه: انا حقا ممتنه لكونك معي ارنولد... لن اخيب ظنك ابدا
عدلت سترتها على كتفيها العاريين لتسير بثقه لبوابه القاعه... أخرجت كرت الدعوه ليراها الحارس الذي ظل ينظر لها بوقاحه اغضبتها...بعدها سمح لها بالدخول لتتقدم لداخل القاعه و ما أن وصلت مكان الاحتفال حتى جفلت تنظر حولها للمكان الذي كان ضخم و الاحتفال كبير... و أنواع الشراب والرقص... شعرت بأنها ضائعه فهي لا تعرف مثل هذه الأماكن تمنت عندها أن ارنولد كان معها...اختارت لها إحدى الزوايا و ظلت تراقب منها القاعه حتى يظهر مايكل... حاول بعض الرجال التودد لها و دعوتها للرقص... لكن كانت ترفض بأسلوب جاف جعلهم ينفرون منها...كانت تزفر بحده بسبب انتظارها الذي طال قليلاً و لكن بعد لحظات أعلن عن حضور صاحب الاحتفال...
والتي ما أن سمعت كلاريس ذلك حتى ابتسمت بمكر وهي تقول: اخيرا قررت الخروج ً!!! ... يااه كان علي أن أنتظر طويلاً لاجل لعين مثلك... ولكن لا بأس سوف تأخذ الكرت الثاني للجحيم سيد مايكل اندراوس..!!
صعد مايكل المنصه حيث سيلقي كلامه و يرحب بالضيوف... انطفأت الأضواء في القاعه و أصبح المكان معتما إلا من اضاءه واحده وجهت ناحية مايكل الذي صفق الحضور له... بدأ يقول كلامه المنمق لضيوفه و عن نبيذه المشهور و الذي صنع محلياً... اخذ يتكلم وشعرت كلاريس بالاشمئزاز منه... تقدمت قليلاً لتجلس في طاوله قرب المنصه... استقلت ظلام القاعه حولها لتخرج مسدسها المزود بكاتم للصوت بخفيه... صوبته ناحيته رغم أن المكان مكتظ إلا أن لا أحد انتبه لها لأنها كانت ذكية و حذرة... جعلت المسدس بين فخذيها وهي تمسك به بين اصابعها من تحت الطاوله... و بما انها كانت قريبه من المنصه لم يحتج الأمر لترفع المسدس أكثر... و بالفعل أطلقت طلقتين واحده على الاضاءه ليحل الظلام الدامس و الاخرئ جعلتها تستقر بقلب مايكل الذي انصدم من الظلام الذي اطبق بشكل مفاجئ... سقط جسده على الارض ميتاً وسط الظلام دون أن يلحظ أحد ... و بينما الناس يتساءلون و همساتهم بدأت تعلوا... أضاءت الاناره بشكل مفاجئ لتكشف للجميع موت مايكل الذي جعل الناس تهلع... بدأ الناس في الصراخ و الركض خارج القاعه...
في ذلك الوقت كانت كلاريس قد خرجت من المكان و جلست في السياره بعد ان أتمت مهمتها....
قالت بصوت هامس: و هذا الثاني انتهيت منه... بقى اثنين و ينتهي الأمر كله
علم المحقق ساتورو بالأمر ليضرب المكتب بقوة بكلتا يديه يخاطب الضابط امامه والذي اخبره بموضوع الجريمه: ماذااااا قلت!!!!!... هل حقا ما تقول؟!... و أين حدث ذلك.!!!
قال له الضابط باحترام: في قاعه الاحتفالات سيدي... انه مايكل اندراوس صاحب شركة صنع النبيذ.. مات بطلقه اخترقت قلبه
قبض بقوة على يده و هو يصر اسنانه: تباا... جريمه أخرى تحدث ولم افعل شي... حسنا لنذهب لمسرح الجريمه بسرعه
اخذ ساتورو مسدسه من الدرج ووضعه في حزام المسدس حول كتفيه... ارتدى معطفه و خرج راكضا من القسم إلى مكان الجريمه...
في ذلك الوقت غفت كلاريس في السياره وهي تنتظر ارنولد الذي لم يأتي بعد... عندها وصل رجال الشرطة بقيادة ساتورو.. التفتت لترا وهي نعسه لتتوسع عيناها بصدمه وهي ترا المحقق من بينهم ...
و لكن سرعان ما ابتسمت بخفوت و تحدي و عيناها تلمعان... قالت بنفسها: اووه اذاً ساتورو جوتارو المحقق الذي التقيت به... هو الشخص الموكل بقضية الفانتوم... هههههه هذا مثير فعلاً يالها من صدفة أن نلتقي ولا يعلم أحدنا عن الآخر... سوف استمتع باللعب معه كثيراً... همم لما لا اجعله يعرف عدوه عن كثب.!!!
التمعت عيناها بدهاء لتخرج من السيارة و اتجهت بعيداً عن الأنظار... لترتدي ثيابها السوداء و قناع الفانتوم... ركضت بسرعه و صارت تتشقلب بمهارة و تقفز فوق الأبنية...
وقتها كان ساتورو يتحدث مع أحد الضباط حول الجريمه ليومأ برأسه بانزعاج... ذهب الضابط و تركه وحده عند سيارته.. ضرب مقدمه السياره بقوة بقبضة يده: اللعنه... من هذا الفانتوم!! ... ااخ فقط لو اعرف كيف شكله... اريد ان اعلم مع من اتعامل!!
لمح عندها ظل شخص ما فوق البناء امامه... وقفت كلاريس بشكل واضح بتعمد لكي يراها ساتورو... رفع نظره بسرعه ليرا شخص ما يرتدي بدلة سوداء بالكامل مثل سائقي الدراجات و يرتدي قناع ابيض بشع مثل الشبح... توسعت عيناه بصدمه ليركض الشخص بسرعه هاربا فوق البناء...
صرخ به ساتورو وهو يركض خلفه : توووقف.... انتظر مكانك!!!.... لا تهرب!!
اخذ يركض خلفه بسرعه و المقنع يقفز من مبنى للاخر برشاقه و مهاره... و بعد ان ابتعدا مسافه عن مرأى الجميع توقف مكانه بشكل مفاجئ.. و توقف ساتورو من خلفه وهو يلهث: ااه اللعنه... انه سريع جدا ااه ااه.. لقد تعبت من اللحاق به فقط
استدارت كلاريس ناحيته وهي فوق البناء امامه لتقول بصوتها المخيف والخشن: انت المحقق ساتورو جوتارو إذا... سعدت برؤيتك!!!!
نظر له بحده ليعتدل بوقفته: وانت مؤكد بأنك الفانتوم كما تسمي نفسك... انت قتلت رجلين بريئين... سوف اقبض عليك أيها المجرم
ضحكت بقوة لترد بسخريه: انت سوف تقبض علي!!!!... يالها من نكته جميله... إذاً ابذل جهدك!!!
صرخ بغضب: لن اتهاون في ذلك... والان بعد ان عرفت شكلك انا لن آدخر جهدا لآراك خلف القضبان... ويسعدني أن أزيل هذا القناع القبيح عن وجهك
ظلت صامته لحظات لتقول بعدها: لهذا السبب جعلتك تراني... اريد ان اعرف مالذي ستفعله و كيف ستمنعني!!!...سوف اقتل الباقي في قائمتي لاحصل على انتقامي و انت لن تعرف سوا أخبار موتهم..
اخرج ساتورو مسدسه و صوبه لوجه كلاريس: لن اسمح لك ابدا...من الأفضل إلا تتحرك لكي لا اطلق عليك
ضحكت بخفه و قالت بسخريه: هيا جرب قتلي... أيها المحقق الياباني!!.. دعني أراك وانت تطلق النار علي
غضب ساتورو من سخريتها ليطلق النار ناحيتها... لكنها استطاعت تفادي الطلقات ببراعه... انصدم ساتورو من براعتها و كأنها فعلا شبح... بعدها تشقلبت كلاريس في الهواء لتخرج مسدسها و تطلق طلقه واحده أصابت يده ليسقط مسدسه من يده و نزف بشده... امسك يده و جثئ على ركبته و هو يشتم بقوة... عندها جاءه صوتها العميق: لقد خيبت ظني ايها المحقق الشاب... لكنك لست بذلك السوء
نظر لها وهو يتألم من يده: اللعنه عليك... سوف اجعلك تندم... ضع هذا في بالك ايها الفانتوم
ابتسمت بهدوء من خلف قناعها: ساتذكر هذا جيدا...والان علي الذهاب لقد تأخر الوقت... اسعدني اللعب معك
اختفت من امامه بلمح البصر ليصرخ هو منادياً و بعدها يتأوه بتألم... فتحت باب السياره لتدخل و تجلس... نظر لها ارنولد بهدوء: هل استمتعي مع المحقق!!!
ابتسمت لتعيد رأسها للخلف عالكرسي و تغمض عيناها: اجل جدآ.. انه شاب ممتع ارنولد... سوف استمتع معه كثيراً
ابتسم هو عندما رأى ابتسامتها: جيد... يسعدني انكي تستمتعين!!
نظر للأمام و حرك السياره و عاد بها للمنزل... اما ساتورو فقط أخذه إحدى الضباط للمستشفى و تم علاج إصابة يده... كان غاضب و منزعج و اخذ يتوعد بنفسه أن ينتقم من سخريته هذه
في اليوم التالي كان ساتورو يجلس على أحد كراسي الحديقه و هو سارح الفكر... طل وجه جميل امامه جعله يخجل ليقف بسرعه: ااه انسه كلاريس... ماهذه المفاجئة الجميله!!
ابتسمت بلطف: لقد رأيتك و احببت ان القي عليك التحيه.
ابتسم بدوره: ااه هكذا اذا... أرجوك تفضلي بالجلوس!!
شكرته و جلست بجانبه و قالت بعدها بحيره: مابك.!!!... تبدو مشغول الفكر
نظر لها قليلا ليتنهد بعدها بضيق: فقط هناك قضية تزعجني... و أعجز عن فك غموضها!!
قالت من دون أن تنظر له: هل هو الفانتوم!!!
انصدم و قال بسرعه: كيـ كيف!!
نظرت له و ابتسمت: جميع الصحف تتكلم عن الامر!!
ضيق عيناه و شتم بقوة: الحمقى لقد سربوا المعلومات... وانا حذرتهم من قول أي شي عن الأمر
نظرت للأطفال الذين يلعبون و قالت بغموض و شعرها يتحرك بشكل جميل بفعل الهواء: مارأيك انت في الفانتوم... لما تظن انه يقتل!!
استغرب سؤالها و قال بحدة: مؤكد لأجل المتعه أو المال أو ربما بينهم قضيه أكبر... لا شي يبرر القتل
ضاقت عيناها بحزن فهو لا يعرف الحقيقة أو السبب الذي يدفع كلاريس للقتل: وما ادراك... هناك أحيانا مبرر للقتل... خاصه إذا كان لاجل الانتقام من شخص حرمك اروع شي بالعالم
نظر لها و اخذ يتأمل ملامحها والذي عجز عن فهمها: ما قصدك!! ... هل تظنين أن الفانتوم محق في فعلته
ابتسمت و هزت رأسها: لا لم اقصد هذا... ولكن اطلب منك ان تفهم الأمور من منظور آخر
التفتت لتتقابل اعينهما... اعين زرقاء واسعه و بنيه حادة... ظلا هكذا لفترة حتى ابعداها بسرعه بخجل.. قال ساتورو يتدارك الموقف: ااه القلاده!!... انها جميله
نظرت له لتنزلها بعدها لنحرها: اه اجل هذه القلاده هدية ابي لأمي في عيد زفافهم الثاني.. انها مصنوعة تحت الطلب ولا يوجد مثلها ابدا
نظر لها بإعجاب... كانت عبارة عن قلادة من الزمرد الأخضر اللامع على شكل غريب مميز... نقش في وسطه تاريخ معين والذي احزر انه تاريخ زفاف والداها : اووه جميل... والدك حقا لديه ذوق جميل... سيسعدني التعرف على والداك
اختفت ابتسامتها وأنزلت رأسها بحزن طغى على ملامحها: لم يعودوا بهذا العالم... ماتا منذ زمن
توسعت عيناه بصدمه و اسئ و لعن نفسه على غباءه: انا اسف حقا.. لقد ذكرتك بألمك!! .. ارجو المعذرة
ابتسمت له بهدوء: لا بأس... اعتدت الامر لا تقلق (وقفت) حسناً علي الذهاب الان أراك لاحقا سيد ساتورو جوتارو
وقف معها: سيسعدني أكثر لو قلتي ساتورو فقط انستي
ضحكت بخفه: ربما في يوم ما... عندما يحين وقته
استأذنت منه و ذهبت بينما ظل ساتورو يتأملها وهي ذاهبه و يضع يده على قلبه : يااه قلبي يدق بقوة حقا كلما التقيت بها... هل يعقل انني بدأت أقع في الغرام
خجل بشده من الفكره رغم أنه كان سعيد بهذا... فهي فتاة رائعه بالنسبه له و دخلت قلبه من اول لقاء... و لكن هل كلاريس تشعر بنفس الشي اتجاهه ام لا...!!!
مر شهر لم يظهر فيها الفانتوم و استمرت لقاءات ساتورو و كلاريس في الحديقه... و بدأ حب كلاريس يكبر قي قلب المحقق الذي يجهل الحقيقه... كان روبنز و كيفين من بعد مقتل مايكل أصبحا حذرين كثيرا و يحسبون لكل خطوة.... كان روبنز غاضب و لقد حطم مكتبه وقتها عندما علم خبر موت مايكل قبل شهر و أقسم أن يعرف من هو الفانتوم هذا ليجعله يندم لتحديه اياه...
في منزل كيفين كان يسبح في بركه السباحه الخاصه به في الليل... كان يتأمل النجوم وهو يشرب النبيذ و يتلذذ به...شعر ببعض الاطمئنان لأنه لم يسمع اي شي عن الفانتوم منذ شهر... لهذا قل حذره و لم يأخذ الحيطه...
سارت بخطوات غير مسموعه باتجاهه و هو لم ينتبه للشخص الذي وقف خلفه... كانت و كأنها جزء من الظلام و سكون الليل... انتبه كيفين لانعكاس شي ما في سطح الماء ليلتفت بسرعه للخلف و ليته لم يفعل... جاءت طلقه في وسط جبهته جعلته يغرق في حوض السباحه و الماء صبغ بالاحمر الداكن...
جثت على ركبتيها قرب المسبح لتقول بضع كلمات غير مفهومه... ووقفت لكن بدون ان تشعر انقطعت سلسلة القلاده و سقطت قرب البركه... قفزت و خرجت من المنزل بهدوء كما دخلته...
عندما جاءت الشرطه للتحقيق عثرو على القلاده و وضعوها في كيس بلاستيكي مع الأغراض الاخرئ و ارسلوها لمكتب ساتورو لكي يتفقدها...
وصل لمكتبه بعد تعب شديد و رمى نفسه عالكرسي وهو يضغط على رأسه: تبااا هذا الثالث... لقد سخر مني و أثبت كلامه بأنني لن اقدر على فعل شي
زفر بحدة و نظر للكيس في مكتبه... فتحه بملل فهو يعلم أنه لن يعثر على دليل و لكن شعر و كأنه تلقى صفعه قويه بوجهه و هو يرا تلك القلاده المميزه التي كانت تزين نحر فتاته الجميله...
رفعها و يداه تهتز: لا مستحيل ربما كنت اتوهم.. لكن هذه القلاده لكلاريس انا واثق... ااه هل لها علاقة بكيفين...أو ربما هي!!! (قالها ببطئ) الـ فا نـ توم...
ألمه قلبه لهذا الاستنتاج... قبض على القلاده بقوه وهو يشعر بأن قلبه تمزق لمليون قطعه...
في اليوم التالي وجدها تجلس على كرسي بالحديقه تطعم الطيور... كان ينظر لها بألم بفراغ بعتاب... أنواع المشاعر تزاحمت امامه... تقدم منها ليقف امامها بهدوء و شعره يغطي عيناه...
انتبهت له لتقف وهي تبتسم: اووه أخيراً اتيت... صباح الخير ساتورو!!
ظل صامت و لم ينطق بحرف.. استغربت صمته لتقول بحذر: مالامر ساتورو!! .. هل حدث أمر ما ''!؟.. لقد اقلقتني تكلم ارجوك
نظر لها بل بالتحديد لنحرها الذي كان خالي من القلاده... هنا تأكد أن القلاده لها... عض على شفتيه بقهر وقال بصوت مخنوق: اين قلادتك كلاريس!! .. لا أراها بعنقك
لمست عنقها وقالت بتوتر: لقد سقطت مني ولا اعلم اين!!
نظر لها بعيون فارغه مظلمه: ربما اسقطتها في منزل كيفين بعد ان قتلته اليس كذلك
توسعت عيناها بصدمه: ماذا قلت!!.. ماهذا الذي تهذي به!!؟
اخرج القلاده من جيبه و برزها أمام نظرها: أليست هذه هي... لقد عثرت عليها قرب بركة السباحه في منزل كيفين البارحه
كانت مدهوشه و لكن سرعان ما أنزلت رأسها و أصبحت ملامحها مختفيه لتضحك بقوه: اذا لقد كشف أمري... نعم انا من قتل كيفين و ايضا سايمون و مايكل و بقي واحد و انتهي
توسعت عيناه و زاغت عيناه فيها و كأنه لا يعرفها أو اول مرة يراها... في هذه اللحظه هو متأكد انه لا يعرفها ابدا... قال ببطئ و قلبه يتحطم: انتي.... هي.... الفانتوم!! .. اليس كذلك
قالت بخبث مصطنع: اجل انا هو الفانتوم... أيها المحقق ساتورو جوتارو..انا هو من تبحث عنه طول تلك الفترة
شعر بالغضب و صرخ بها بقهر: لما انتي!!!... لما فعلتي هذا... لما تحطمينني هكذا.... انا... انا....
تحولت عيناها للبرود: أردت الانتقام منهم!!
قال باستغراب: الانتقام!!... مالذي تقصدينه!!
قالت بغموض: مهما قلت لك لن تفهمني...قلت لك ان الفانتوم لديه أسبابه بالقتل ولقد حرموني من أجمل نعمه
أراد أن يقول شي ولكن ظهور ارنولد من خلفها ألجمه... شعر بالرعب من هذا الرجل المهيب و المرعب... وجهه قاسي و مليئ بالندوب و شعره طويل و اسود... وقف خلفها مباشرة وقال بغلاظه: سيدتي... لنذهب من هنا
كانت كلاريس لازالت تنظر لساتورو الذي يبادلها النظرات بعتاب و ألم..
تنهدت لتلتفت لارنولد: هيا بنا لنذهب... لم يعد هناك داعي لبقاءنا هنا
تحركت لتسير و لكن اوقفها صوت ساتورو القوى الذي قال: سوف أوقفك!!!... لن اسمح لك بالقتل... لن اسمح لك بالاستمرار في فعل هذا حتى لو دفعت حياتي ثمن لهذا
ابتسمت بهدوء و لكنه لم يرا ذلك لأنها كانت تعطيه ظهرها... اختفت من امامه مع ارنولد ليسقط بعدها عالارض و هو يلكم الارض بقوه بغضب: لماااذا.... لماااذا... تباااااا
مرت عدت ايام على هذه الأحداث... شعرت كلاريس بالاشتياق لساتورو و الذي كان يشعر بالمثل... كانت تقف قرب النافذه تتذكر آخر موقف صار بينهما و كيف انها رأت الألم و القهر بعيناه و كأنه تلقى أكبر خدعه في حياته... تنهدت بأسى و تمددت عالسرير لتغمض عيناها بهدوء تحاول الاسترخاء...
كان يجلس في مكتبه وهو شارد و عيناه أصبحت تحتها سواد من قلة النوم و التفكير الكثير... كان يلعب بقلادة كلاريس بيده ليقول بحزن: لما لم اقدر ان اقبض عليها عندما اعترفت.. لماذا سمحت لها بالذهاب... ااه كلاريس لقد حطمتي قلبي... لكن قلبي لازال يحبك و سوف أوقفك و اعيدك لطريق الصواب.. هذا واجبي كشرطي و كشخص مهم لدي... لن أراك تدمرين نفسك و اقف مكتوف اليدين..بقي واحد هي قالت هذا... إذا ً كل ما علي فعله هو معرفة الشخص لأستطيع إيقافها...
دخل ارنولد بهدوء ليراها على حالها... دخل و جلس عالكرسي أمام السرير ليقول بهدوء فهو يعرف ما يشغل بال صغيرته و سيدته و لكن لم يشأ التدخل: سيدتي.. لقد علمت مكان روبنز... وصلنا لمكان آخر شخص...هل تريدين الاستمرار ام...
قاطعته وهي تفتح عيناها: بالطبع سأستمر.... لم أصل لهذا الحد لاتوقف ارنولد... انا قطعت وعد على نفسي أن انتقم منهم جميعاً و لن اخلف وعدي ...
ابتسم بهدوء و قال بخفوت: اعتذر... لو لم أقل لك الحقيقه ربما كان لديك فرصه مع ذلك الضابط... أرجوك سامحيني سيدتي
نهضت من على السرير و اتجهت له... توقفت امامه ليرفع ارنولد رأسه ينظر لها...
تفاجئ بها تضمه بقوه و تخبئ رأسها بحضنه: لا تقل هذا ايها الأحمق... هذا قدري وانا راضية به... انا وانت قدرنا أن نكون هكذا لست نادمه على أي شي صدقني ارنولد
لف يديه القويه حولها ليضمها ايضا و قال بألم عميق: انتي اروع شي حصل لي... انتي الوحيده من تبقيني حيا... كلاريس انا اشكرك لأنك جعلتني رجلا عظيما.... اشكرك حقا
بكت بحضنه و هو ضمها بقوة و تركها تفرغ كل ما بداخلها... بكت كثيرا في حضنه الكبير و الدافئ آلئ أن توقفت عن البكاء لترفع رأسها عن حضنه و تمسح دموعها بخفه باصابعها: اسفه لقد أفسدت قميصك ارنولد!!
ابتسم و ربت على رأسها: لا تهتمي عزيزتي... القميص بداله الف أهم شي هل ارتحتي!!
ابتسمت له بخفوت: اجل لقد ارتحت... فرغت كل ما بداخلي عندما غمرني دفئ حضنك... انا حقا احب هذا الحضن الضخم و الذي لن أكبر عليه و سأظل اتودد له
قرب وجهه منها ليطبع قبلة رقيقه في جبينها: يسعدني أن حضني يريحك... انه ملكك وحدك سيدتي و سيظل كذلك للابد
تعلقت عيناها الضائعه بعينيه الثابته و القويه... كانت دائما تستمد قواها من هذه العينان القويتان...
قالت بهدوء وهي لازالت تنظر له: اذا اخبرني... أين مكان ذاك الوغد!!!
اجابها بعد ان تنهد: في الكنيسه القريبه من الشارع الرئيسي... لديه صفقه مع أحد التجار و انتي تعلمين تلك الكنيسه مهجورة و مهدمه منذ زمن
ضاقت عيناها: ذاك اللعين... مازال نذل كما كان دائما... يقوم بصفقات مشبوهة
هز رأسه و الحقد ملئ قلبه: اجل أمثاله لن يتغيرو ابدا... و وجودهم بالحياة لا داعي له بالعكس موتهم أكبر خدمه للعالم
وقفت بعزم: اجل و سوف يكون انا من ينهي البيدق الرابع... سوف اريح العالم منه و ايضا ليرقد ابي بسلام في قبره
قبضت على يدها بقوه... كانت مصممة و واثقه و عيناها تلمع...
ابتسم ارنولد ليقول بنفسه: "يااه ليتك هنا سيدي لترا ابنتك تقف بوجه اقوئ الرجال و بل لا تهاب الشرطه مادام الحق معها... ابنتك أصبحت قوية كما وعدتك وانا بقى أمامي مهمه واحده لانجزها و سأكون وقتها قد أنجزت مهمتي على أكمل وجه.. ولن اقلق عليها و سأرتاح عندها "
كان ساتورو يفكر و يربط كل جرائم الفانتوم ليكتشف الشخص الأخير الذي تسعى له... اخذ يفكر و يفكر ولم يجد حل بعد...
ظل ساعتين في مكتبه وهو يفكر الئ أن توسعت عيناه بسعاده ووقف و هو يفرز اسماء الضحايا و استطاع أن يعرف الشخص الرابع: لقد عرفته... انه روبنز اريستيد... كل ما يربط هؤلاء الاربعه هو معرفتهم بليموند شاتروفا الذي لقي حتفه منذ ثمانية عشر عاماً بحريق بمنزله... هل هذه صدفه ما!!.. مالعلاقه التي تجمع هؤلاء الاربعه و شاتروفا بكلاريس!!... لا يهم سوف اكتشف كل شي في وقته الان علي إيقاف كلاريس بأسرع وقت
اخذ مسدسيه ووضعهما بخزامه حول صدره ليرتدي معطفه و ركض بسرعه خارج القسم لوحده...
في ذلك الوقت جهزت كلاريس نفسها لترتدي زي الفانتوم... و سارت خارجه من الغرفة لتلقي بارنولد امامها ينتظرها في الصاله... والذي ما أن رآها وقف باعتدال... اقتربت منه لتقول بحزم: لنذهب ارنولد... و لننهي الامر والئ الأبد.....ستكون آخر مهمه لنا...
هز رأسه بخفه و خرجا معا من المنزل و اتجها مباشرة للموقع....
كان ساتورو عندها يبحث عن مكان روبنز ارستيد... والذي لم يعثر عليه في منزله... ظل يشتم بداخله بقوه وهو يضرب مقود السياره: تباا اين اختفى هذا الرجل... كيف سأجده الان!!! .. ااه تذكرت
أخرج هاتفه و اتصل على رقم في لائحة أسماءه بالهاتف... انتظر قليلاً ليصله صوت الشخص بالرد: الو جون... اسمع اريد منك خدمه صديقي!!!
وصلت كلاريس للمكان و وقفت أمام المبنى المقابل للكنيسة و كانت ترتدي ثيابها السوداء و قناعها لتقول لارنولد الذي وقف بجانبها: كما خططنا ارنولد... ابقى هنا وانا سادخل.... لو حصل شي تعلم ما تفعله
هز رأسه بالإيجاب بصمت... قفزت هي برشاقه لبناء الكنيسه و دخلت بهدوء... كان المكان معتم بشده و تصعب الرؤية فيه لكن لم يكن الأمر بتلك الصعوبة لكلاريس... سارت بخطئ حذره وعيناها تنظر حولها.. كان المكان هادئ مثير للريبه... كانت تصوب مسدسها للأمام و تسير و اثناء سيرها شعرت بضربة قويه أسقطت المسدس من يدها.. و بعدها اتتها ركله قويه جعلتها تطير للخلف و تصطدم في الجدار بقوة ليسقط القناع و يخرج الدم من فمها... تمددت عالارض و شعرها يغطي وجهها وهي تلهث بألم... أضاء المكان و حاصروها مجموعه من الرجال الاشداء والمسلحين ليتقدم من بينهم روبنز وهو يطوق ذراعيه خلف ظهره و يقول بغلاظه: حسنا هذا آخر شي تصورته... إن يكون الفانتوم مجرد فتاة صغيرة..
رفعت وجهها له و كانت عيناها تحمل جميع أنواع الكره له: هل لديك مشكله في هذا ايها القاتل اللعين
ضحك بقوة ليقول بسخريه: لا ليس لدي مشكله... سواء كنت فتاة أو رجل فالأمر سيان عندي و سوف اجعلك تندمين على كل ما فعلته حتى الآن و قتلك لاصديقائي
ضحكت هي لتقول بشكل لاذع: لا تقلق سوف اجعلك تلحق بهم... بما انك تحبهم لهذه الدرجه روبنز ارستيد
غضب بشده ليركلها بقوه في معدتها جعلتها تفقد الوعي و الدم يخرج بغزارة من بين شفتيها...
بعد فترة استيقظت وهي تشعر بألم فضيع في معدتها... كانت مربوطة من قدمها في سقف الكنيسه و متدليه رأسا على عقب... اقترب منها روبنز وقال بسخريه وهو يقرب وجهه منها: اخيرا استيقظتي ايتها الأميرة النائمه هيهيهي!!
ردت عليه ببرود: لا تتحدث قرب وجهي... رائحه فمك كريهه
احتدت عيناه ليمسك مقدمه شعرها و يرفعها قريب منه وهي تتألم بصمت: انتي وقحه حقا ايتها الفتاة الصغيرة... سوف تندمين على كل كلمه نطق بها لسانك هذا.... ولكن قبل كل شي... اريدك ان تخبريني!!
وصل ساتورو للموقع بعد ان اخبره جون و خرج من السياره...نظر حوله للكنيسة و كان مستغرب وجود روبنز هنا لكنه لم يفكر كثيرا فكل ما يشغل باله هو كلاريس و منعها من قتل روبنز..
رأئ ارنولد ساتورو و لكنه لم يفعل شي و ظل مكانه ولكنه همس بصوت بالكاد يسمع: توقعت انك ستحظر أيها المحقق!!
ركض ساتورو بسرعه و تسلق البناء ليقف عندها أمام واجهة زجاجيه فوق السطح... نظر منها لتتوسع عيناه وهو يرا منظر كلاريس معلقه من قدمها و روبنز يمسك شعرها... شعر بالغضب و أراد أن يتدخل لكن حديثهم اوقفه و جعله يستمع بانصات...
أعاد روبنز كلامه بغضب وهو يزيد شده لشعرها: لقد سألتك ماهي علاقتك بليموند شاتروفا!!!.. و لما تنتقمين له هااه!؟
اجابته بضحكه: وفيما يهمك هذا الأمر... همم من الجيد انك مازلت تذكر اسمه حتى
هدر بها بصوت مرعب و صارخ: لا تختبري صبري ايتها اللعينه... تكلمي هيا
لكمها بقوه جعلتها تبزق الدماء التي بدأت تقطر عالارض... تنفست بقوه لتجيبه بظلاميه: علاقتي بليموند شاتروفا هي أنه والدي.. ....والدي الذي قتلته انت و رفاقك اللعناء و حرمتوني منه... والدي الذي قتلته بسبب انه كشف تورطك في تجارة المخدرات و ايضا بيع الاسلحه والأسرار للدول المعادية..
توسعت اعين روبنز بصدمه و ساتورو الذي بالأعلى لم يكن أقل منه صدمه... قال روبنز بعدم تصديق: انتي ابنته!!!.. مستحيل كيف ذلك
ضحكت بسخريه: ما قصدك بكيف ذلك... لقد أنجبتني امي و ماتت بسبب عدم تحملها ... لم أمت معها كما تظنون بل عشت لاجل الأخذ بثأري منكم!!!
ابتعد روبنز قليلا عنها وهو يهمهم: كما توقعت... لكنني لم اكن متأكد.. إذا اوكينا أنجبت قبل وفاتها
ألتفت لها بعيون إجرامية... مرعبه و اخذ يقترب منها بشكل مرعب: اذا سوف الحقك بوالدك للجحيم... و سوف اثني على ذكاءك لكن لم تكوني بقدر ذكائي... لهذا ودعي حياتك الآن ايتها الفانتوم
نظرت له ببرود قاتل والدم لطخ وجهها .. لتنفجر بعدها من الضحك و تقول بغموض وعيناها مظلمه: لا تظن أن من لقب بالفانتوم يموت بتلك السهوله.... طالما وضعتك برأسي لن أموت حتى أحقق ما اريد..
استغرب روبنز كلامها ليصرخ غاضبا و لكن بشكل مفاجئ جاءهم صوت من السقف والذي لم يكن سوا ساتورو الذي حطم الزجاج و رمئ مسدسيه ناحية كلاريس و قال بصراخ: كلاريس هذه المره انا اعطيك الإشارة الخضراء في فعل ما تريدين... هيااا دافعي عن نفسك
ابتسمت كلاريس بهدوء لتنقطع الحبال حول قدمها و تقفز في الهواء لتمسك المسدسين .. تشقلبت و اخذت تطلق النيران وهي تدور بالجو و كأنها أمطار من الرصاص... أصابت الكثير من الرجال و قتلتهم و روبنز كان لايزال في حالة صدمه... هبطت عالارض وسط مجموعه رجال اخذو يطوقونها ليطلقوا عليها... ابتسمت كلاريس بمكر و ملامحها مختفيه تحت شعرها... استغربوا الرجال ابتسامتها ليظهر بعدها سيف من العدم و قطعهم جميعاً بضربة واحده.... سقطوا جميعهم ميتين ليظهر ارنولد من بين الجثث بهدوء ليقول: هل انتي بخير سيدتي!!
إجابته بابتسامه: اجل بخير... شكراً لك و ايضا شكراً لك ساتورو
التفتت للخلف لساتورو الذي قفز من الأعلى و سار ناحيتها... وقف امامها يتأمل وجهها المدمي: تبدو حالتك فضيعه!! لم أعلم أن اولائك الرجال قتلوا والدك... لما لم تخبريني كنت لاطبق العداله فيهم
ضحكت بهدوء: لا يمكن تطبيق العدالة مع هؤلاء... لأن لا شي ضدهم
ضيق عيناه بأسى... ليقول ارنولد: سيدتي لم ينتهي الأمر بعد... روبنز هرب!؟
اتجهت للقناع الذي سقط و أخذته لتضعه بوجهها: اعلم لهذا سوف الحق به... لن اسمح له بالهرب... سأقتله وانا ارتدى قناع الفانتوم الذي وعد بذلك
كاد أن يوقفها ساتورو ولكنه التزم الصمت... هو يعرف أن بالنهايه سيتم القبض عليها و هذا كان يؤلمه... ركضت كلاريس خارجه من المكان و سارت تركض بسرعه كبيره و تقفز فوق الأبنية... اخذت تقفز و تقفز الئ أن لمحت سيارة روبنز وهي تسير بسرعه... زادت من سرعتها لتقفز بعدها فوق سطح السيارة مباشرة... ارتعب روبنز بشده و اخذ يشتم.. بدأ بتحريك السياره يمنه و يسره لكي يجعلها تقع لكنها تمسكت بقوه...
التف بالسياره لتزحف في الجدران و من قوة الصدمه ارتطم رأس كلاريس ليتحطم الجزء الأيمن من القناع و ينزف وجهها.... لم تهتم و تمسكت أكثر و هو اخذ يصطدم هنا و هناك وهو يشتم...
بدأت كلاريس بتحطيم سقف السياره... ضربته بالمسدس الئ أن تحطم و قامت بفتح السقف لتوجه فوهه المسدس على رأس روبنز الذي اخذ يتوسل لها بعيون زائغه و يطلب الرحمه منها
نظرت له بظلاميه لتقول ببرود : ًالعين بالعين و السن بالسن و الشر بالشر و ايضا.... البادئ أظلم"
ضغطت على الزناد لتنطلق رصاصه فجرت رأسه.... انحدرت السياره عن الطريق لتنقلب و بعدها انفجرت محدثة صوت انفجار مدوي في الطريق... وقفت كلاريس في الطريق تنظر للسياره المحترقه
دمعت عيناها لتقول : لقد انتقمت لك أبي.. لقد اخذت بثأرك
كان شعرها يتطاير بنعومه و لتستدير بعدها عائدة لكن طوقت الشرطه عليها ليقول احدهم بمكبر الصوت: سلم نفسك ايها الفانتوم... انت رهن الاعتقال بتهمه القتل... سوف نطلق عليك النار إذا قاومت!!!
لم تلتفت كلاريس لهم حتى و ظلت تسير في الطريق عائدة... رفعوا رجال الشرطه اسلحتهم ووجهوها ناحيتها
قال نفس الصوت : آخر تحذير لك... سلم نفسك والا أطلقنا النار!!
نفس الشي لم يتلقوا اي استجابه... مما جعل الضابط يأمر بإطلاق النار عليها..
وصل ساتورو في تلك اللحظه ليوقفهم و صرخ بقوه: لاااااااا..... توقفواااا....لا تطلقواااا...
لكن فات الأوان فتح النار و توجهت الطلقات ناحيه كلاريس التي تسير و تعطيهم ظهرها و لــــكن...
جسد شخص ما وقف كالسد المنيع أمام الطلقات لتخترف جسده هو... التفتت كلاريس للخلف ليسقط النصف الآخر من القناع و توسعت عيناها بفزع و دهشة وقالت ببطئ : ا....ر...ن...و...ل...د!!!
سقط جسده القوي عليها لتمسكه و هي تصرخ ليسقطا معا...صرخت بهستيريا وهي تضرب خده: ارنولد... ارنولد أرجوك لا... لا تتركني... انا سوف أموت إذا رحلت... أرجوك ابقى معي اتوسل لك ارنولد
كانت عيناها تذرفان دموعاً غزيرة... فتح عيناه ببطئ و نظر لها بوهن : سـ...يـ...د...تـ..ي....هـ...ل....أ... ص...بـ...تـ...ي...... بـ..أ.. ذ...ى...!!!
شهقت بقوه لتجيبه وهي تمسح على خده بحنان و رأسه بحضنها : انا بخير... لم اصب باذئ...
ابتسم لتدمع عيناه: الحمد الله... لقد كنت خائف أن تصابي....
وضعت اصبعها على فمه لتسكته: هووش.. عليك إلا تتعب نفسك... ستكون بخير ارنولد... سوف تشفئ... ماكان عليك أن تفعل هذا!!
كانت تمسك يده و بالآخرئ تحتضن رأسه و كانت تبكي بصوت ضعيف متألم ...
ضغط ارنولد على يدها بقوة وقال وهو متأثر بجراحه: لقد وعدت السيد و السيده... وعدتهما دائما بحمايتك و ها انتي الان تستطيعين الوقوف بوجه اقوئ الرجال و مجابهته.... لن اخاف عليكي بعد اليوم فأنتي الفانتوم... ستكونين دائما بخير صغيرتي... وهنا ينتهي دوري!!
ارتجفت اوصالها وقالت بصوت مرتجف مرتعب و الدموع ازدادت : مالذي تقصده... ارنولد.!!
قال بصوت بالكاد يسمع: سأموت الان وانا مرتاح... إذا التقيت بالسيد و السيده سأكون قد أكملت مهمتي على أكمل وجه... كوني دائما كما اعرفك كـ.... لا...ر...يـ...س...!!!
ضغط أكثر على يدها ليبتسم بهدوء و يغمض عيناه و يسكن جسده بين ذراعيها...
اقتربت من وجهه وأخذت تناديه: ارنولد!!... ارنولد مالذي حدث... لما جسدك ثقيل هكذا!!!
مسحت على خده بيد ترتجف و اخذت دموعها تتساقط على وجهه... هزته لتوقظه ولكن كانت الحقيقه صادمه لها... حضنت جسده بقوه و اخذت تصرخ و تبكي بهستيريا و هي تهز رأسها بالرفض.... كان صدئ صرخاتها و بكاءها يتردد في المكان...
مات ارنولد حارسها و الشخص الذي رباها... مات سندها و الشخص الوحيد الذي بقي لها بهذا العالم... مات والابتسامه تعلو وجهه... مات و تركها وحيده!!....
وقف ساتورو بعيداً عنها وهو يرا هذا المشهد المؤلم... كان يبكي بحزن و تذكر آخر ما حدث بينه و بين ارنولد عندما خرجت كلاريس خلف روبنز..
قال ارنولد بهدوء: هل يمكنني أن أطلب منك شي... أيها المحقق ساتورو جوتارو!!
نظر له ساتورو باستغراب: مالذي استطيع مساعدتك فيه!؟
قال وهو ينظر للاعلى: أريدك أن تنسب جميع جرائم الفانتوم لي... انا سوف اتحمل مسؤوليه الامر!؟
توسعت اعين ساتورو: ماذا!!! .... هل انت جاد
اجابه بملامح جامده: بالطبع جاد... أرجوك هذا أقل ما أفعله للسيدة... اعلم ان هذا سيؤلمها.. لكنني مستعد لتحمل المسؤوليه بصدر رحب!!.
ظل مصدوم من طلبه و لم يستطع الرد... سأله ارنولد وهو ينظر إليه: هل توعدني أن تفعل هذا!!!
تنهد ساتورو وقال بحزن: لا اعلم ماذا أقول أو اجيب على طلبك هذا
اجابه ارنولد : قل انك ستفعل.... هذا كل شي
ضاقت عيناي ساتورو وهو يتخيل شكل كلاريس عندما تعلم بما طلبه منه ارنولد... ظل صامت و هز رأسه له فقط بهدوء بالموافقة..... قام ارنولد بشكره على تفهمه و طلب منه عندما يحدث هذا أن يهتم جيداً بكلاريس نيابه عنه لأنها ستكون وحيده ....
كان يبكي عندما اقترب منه الضابط الذي أمر بإطلاق النار: سيدي!!!!
ألتفت له ساتورو بقوه وعيناه محمرتان: انت سوف تحاسب على تصرفك من تلقاء نفسك... دون أخذ الأوامر مني..
تلعثم الضابط وقال مبرراً: انا سيدي... كنت فقط!!
قاطعه ساتورو بصرامه: لا أعذار... لن اسامحك على ما فعلته... والان قل انه انتهئ الامر .. سوف تغلق القضيه...
استغرب الضابط: الفانتوم!!... لكن اليس الفانتوم هو...!!
هدر فيه بصوت مرعب: افعل ما قلته لك
ارتعب الضابط و ركض لتنفيذ الامر... تنهد ساتورو و نظر لكلاريس و اخذ يقترب منها وهو حزين عليها... كانت تحضن جسد ارنولد و رأسها منحني ليغطي شعرها على ملامح وجهها لكن كانت دموعها الغزيرة واضحه و تدمي القلب...
جلس ساتورو على ركبتيه من خلفها... و ضمها بقوه من الخلف...
قال بصوت هامس: ابكي كلاريس و فرغي كل ما بداخلك... انا معك و لن اتركك... كوني قوية لأجله فهو كان رجل عظيم حقا.. اسف لما حدث... لو أنني فقط كنت اسرع لما حدث ما حدث
أعادت رأسها على صدره و قالت بصوت مخنوق و مبحوح من شدة البكاء : لقد أصبحت وحدي... لم يكن لي أم ولا اب.. كان لدي هو فقط و لقد رحل ايضا... لم ياخذني معه حتى!
انهارت بحضنه تبكي و تضرب صدره بقوه و بعدها تمسكت بقميصه كطفله تبحث عن الدفئ والأمان... حضنها ساتورو أكثر و لم ينطق بحرف... احترم ألمها و سلم نفسه لها وجعلها تبكي و تفرغ ما بداخلها...
بعد مرور عدة أشهر... اغلق ملف القضيه... و سجلت بموت الفانتوم ارنولد كما طلب من ساتورو... تنهد ساتورو وهو جالس في مكتبه لينظر بعدها للنافذه.... كان الجو جميل و الهواء بدأ يلعب بخصلات شعره الاسود المتفحم.... اخرج القلاده والتي احتفظ بها معه... كانت قلادة كلاريس المفضله.. ظل يتلمسها بطرف أصابعه ليغلق يده عليها و ينهض بعدها.... اخذ سترته و وضعها على كتفه و خرج من القسم لسيارته... صعد السياره و قادها لقرية ما... قرية كانت تبعد مسافه بعيده عن المدينه و ضجيجها... قرية هادئه و جميله و الناس لطيفون... أوقف السياره في مكان يشبه الجرف الصخري بعيد عنه بمسافة.... خرج و نظر امامه لذلك الجرف... كانت تجلس هناك... كانت تجلس أمام ثلاثة قبور بعد ان وضعت الورد عليها... كانت تتحدث للقبور و شعرها يتحرك حولها بهدوء....
ابتسم ساتورو و سار باتجاهها إلى أن توقف خلفها تماماً و قال بهدوء: هل حقآ تخططين للرحيل كلاريس!!!... و الى اين!؟؟
وقفت و نظفت نفسها و حملت السيف الذي لم يكن يفارق خصر ارنولد... التفتت له و وضح وجهها المضمد... كان النصف الأيمن منه ملفوف بضماده بسبب ارتطام وجهها عندما حاول روبنز اسقاطها عن السياره... و يديها ايضا و حلقها... و قليلاً من لصق الجروح في خدها..
ابتسمت له وقالت وهي تنظر للقبر مجدداً: اجل سوف ارحل... وليس إلى مكان محدد... لكن يجب أن امضي قدماً و سأحتاج لهذا الرحيل...
عض على شفتيه بقوه و بعدها قال بهمس: و متى ستعودين!!!
عندما سمعت سؤاله ابتسمت و لم تلتف إليه لتجيب بهمس أيضا: لا أعلم.... ولا أظن أنه قريباً!!..
تمالك نفسه و تفهم رغبتها رغم أنه أراد أن يمنعها فهو يعشقها... رفع رأسه لها بعد ان انزله قليلاً و ابتسم ابتسامه جميله: سوف انتظرك دائما كلاريس... ما دمت حياً
مد يده لها... نظرت له و ليده و قلبها يعتصر فهي ايضا كانت تبادله المشاعر ولكن هي تحتاج وقت لكي تجمع شتات نفسها و تعيد حساباتها...
مدت يدها البارده و صافحت يده القويه و الدافئه و قالت بإبتسامه سيشتاق لها ساتورو دائما: و انا بالمثل ساتورو.... سوف اذكرك دائما... اشكرك على كل شي و اتمنى ان نلتقي في المستقبل
قال بخفه: ربما أن إلتقينا تجديني في اليابان... انا بقي لي شهر واحد فقط هنا
عبست قليلا بعدم رضا و بعدها قالت بهمس: اتمنى هذا.... سوف افعل عندما أقرر العوده
مد لها بكرته: هنا تجدين كل شي لي...ارقام هواتفي و عنوان اقامتي... احتفظي به لحين قدوم ذلك اليوم
اخذت الكرت و ضمته لصدرها وهي تغمض عيناها قليلاً.. فتحتها مجدداً و قالت: بالتاكيد سوف احتفظ به... والان إلى ذلك اليوم.. الوداع ساتورو!!
ظل يتأملها لفترة ليشبع ناظريه بها قبل أن تذهب... هز رأسه بهدوء و تفهم... اخذت حقيبتها السوداء و السيف و التفتت قليلاً للقبور لتبتسم لهم... تحركت و مرت بجانب ساتورو الذي كان واقف و شعره يغطي ملامحه... سارت مغادره من المكان و عيناها بدأت دموعهما تتساقط بهدوء...
همست في نفسها: وداعاً ساتورو... وداعاً سوف اشتاق لك حقا
ألتفت لينظر لها وهي تغادر و بدأت تختفي تدريجياً من امامه... نظر ليده و فتحها لتظهر القلاده....
تكلم وهو يتأملها: سأبقي هذه معي... اعلم انك ستعودين لأجلها... إن التقت دروبنا مجدداً كلاريس ساعترف لك حينها بمشاعري اتجاهك...ساعترف بمشاعري الحقيقيه فانتوم.... الى ذلك الوقت لن أقول وداعاً بل سأقول إلى اللقاء
ابتسم بهدوء و ضغط على يده بعزم على الالتقاء مجدداً... نظر قليلاً للقبر و بعدها صعد سيارته و غادر المكان ....
افترق الاثنين و كل منهما ذهب في دربه و لا أحد منهما يعلم هل ستتلاقئ دروبهم ام ان القدر يخطط لشي آخر... اختفئ الفانتوم و لم يسمع عنه أحد منذ ذلك اليوم... أصبح مجرد اسطوره تحكئ في القصص و الخيال لللأطفال... لم يصدق أحد بوجوده إلا من عاشوا في فترة ظهوره... ظهر من العدم و اختفى من العدم... ساتورو عندما اغلق القضيه لم ينشر الخبر و ظل الامر سر بينه و بين نفسه و لم يخبر أحد.... اغلق القضيه ووضع الملف في درج مكتبه.... مرت السنوات و تغير العالم و تطور و عاد ساتورو لليابان بعد ان انتهت بعثته ليصبح رئيس المحققين هناك.....
و لكن مالا يعلمه أحد...
" هل التقى مجدداً الفانتوم و المحقق الشاب.... أم قدر له أن يظل ينتظر ظهور حبيبته التي ظلت و مازالت ملكة قلبه للأبد "
هنا أنتهت حكايتنا عن الفانتوم و المحقق... عشت معها أجمل اللحظات وانا اكتبها... ألمني قلبي وانا اقتل شخصياتي المحبوبة... ليموند ...و اوكينا ....بل و الاهم هو ارنولد الحارس المخلص... ارنولد الذي كان مثال للرجل المخلص لسيده.... عاش و مات وهو يحمي سيدته التي رباها و كبرت بين يديه... كم أحببت هذا الرجل و كان قرار موته مؤلم لي كما ألم كلاريس... ساتورو كان الشاب المحبوب والمحقق الذكي...وقع بحب كلاريس الفانتوم وهو لا يعلم و انصدم بالحقيقه التي رغم ما سببت له من جرح عميق إلا أنها لم تغلص من محبته لكلاريس...
كل بطل من ابطالي له مكانته الخاصه.... كل واحد حاولت أن أوضح حقيقته بصوره بسيطه و بدون تعقيد...
اسفه على الإطالة عليكم و اتمنى حقا من أعماق قلبي ان تكونو استمتعتوا بهذه القصه الطويله... و اتمنى ان نجتمع مرة أخرى في قصص قادمه...
تحياتي لكم انا اختكم